Pages

Subscribe:

Ads 468x60px

۱۳۹۳ مهر ۲۵, جمعه

كوباني إنتصرت على تركيا وداعش معآ




كوباني إنتصرت على تركيا وداعش معآ
- بيار روباري
نعم إنتصرت كوباني سياسيآ ومعنويآ وأخلاقيآ وستنتصر عن قريب عسكريآ أيضآ على طفل تركيا المدلل داعش وبعض المتخاذلين الكرد معآ، وذلك بفضل المقاومة الباسلة التي أبداها ويبديها شعبنا الكردي بقيادة قوات الحماية الشعبية، التي قدمت نموذجآ نادرآ في الشجاعة والبسالة والتصميم، وإكتسبت إحترامآ وتقديرآ كبيرآ من قبل جميع شعوب العالم، بدءً من أمريكا اللاتينية ومرورآ بالقارة الأوربية والشرق الأقصى وأفريقيا وبقية دول العالم.


والذين أزعجهم صمود كوباني وإنتصارها، هي تركيا وداعش والنظام السوري والعديد من قيادات الإئتلاف الوطني السوري ودويلة قطر وجزيرتها وقناة روداو وصاحبها الفتك، تلك المحطتين بالإضافة للإعلام التركي لعبوا دورآ قذرآ في محنة كوباني. هذا إضافة إلى بعض ضعيفي النفوس الكرد السوريين، الذين كانوا يمنون أنفسهم بدخول كوباني على ظهر الدبابات التركية ووضع يدهم على إقليم غرب كردستان.
ولهذا رأينا السيد أردوغان في الأيام الأخيرة، فقادآ لأعصابه ومهسترآ وأخذ يتصرف كأذعر وليس كرئيس دولة كبيرة، وتفوه بكلام لا يلفظه حتى إبن الشارع، عندما تحدث عن هجوم داعش على الشعب الكردي وكوباني قائلآ: «لقد لقنت داعش درسآ جيدآ للكرد ويستحقون ذلك». لم يقل لناهذا الأرعن، لماذا يستحق الشعب الكردي هذه الحرب البربرية التي تشن عليه؟ ماذا فعل الكرد حتى يتم قتلهم وذبحهم وتهجيرهم من ديارهم، على يد الأتراك وصنيعتهم داعش؟
إن سبب غضب أردوغان ومن لف لفه، هو فشلهم في كسر إردة الشعب الكردي ومقاومته الباسلة وعدم تمكنه من وضع يده على غرب كردستان كما كان يحلم، ويقطع الطريق أمام الكرد في ترسيخ كيانهم الثاني على حدود «تركيا» وهي في الحقيقة حدود شمال كردستان ولا علاقة لتركيا بذلك.
تنظيم داعش الإرهابي سيطر على مدينة الموصل ومناطق واسعة إخرى من العراق خلال ساعات معدودة، ولكنه فشل فشلآ ذريعا في إحتلال أي مدينة في غرب كردستان والبقاء فيها، ويعود الفضل في ذلك إلى صمود المقاومين الكرد في وجه هذا التنظيم الإجرامي المدعوم تركيآ وقطريآ وأسديآ.
لقد ظن الكثير من المراقبين بأن داعش ستنتصر في معركة كوباني خلال أيام معدودة، كون المدينة محاصرة منذ زمن طويلآ، والتنظيم يتفوق على (ي ب ك) من حيث العدد والتسليح والعتاد ويسيطر على محيط كوباني من ثلاثة جهات، والجهة الرابعة بيد حليفتها تركيا التي تفوق عداوتها للكرد ألف مرة من عداوة داعش لهم.
كل هذا اصحيح ولا غبار عليه، ولكن هؤلاء المراقبين نسوا بأن هذه ليست المرة الأولى التي يشن داعش هجومآ على كوباني، والإخوة في قوات الحماية الشعبية كانوا يحضرون أنفسهم لمثل هذا اليوم، وهم مصممين على الصمود والقتال حتى الرمق الأخير وعدم السماح بسقوط المدينة، لمعرفتهم بالتكلفة السياسية والمادية والمعنوية الباهظة لمثل هذا السقوط. ولهذا حضر المقاومين أنفسهم جيدآ للمعركة وها قد مر شهرٌ بحاله على بدء الهجوم، والمدينة صامدة والمقاومين بدأوا يأخذون المبادرة من داعش وشنوا البارحة هجومآ عليها في الطرف الغربي من كوباني وحرروا بعض القرى مثل تل شعر والتلال المحيطة بها، وساعدهم في ذلك الضربات الأمريكية الجوية، ويشكرون على ذلك وجزاهم الله خيرآ على مساعدتهم لنا في هذه المعركة.
والأمر الأخر هو تمكن قوات الحماية الشعبية من إخراج أكثرية سكان المدينة بأمان من المدينة إلى شمال كردستان، وهذا ما منحهم مزيدآ من حرية الحركة للمناوارة في أرض المعركة وقلل ذلك من عدد الضحايا في صفوف المدنيين الكرد.
يمكن تشبيه وضع كوباني إلى حدٍ ما بوضع قطاع غزة في الحرب الأخيرة، التي شنها إسرائيل عليه، حيث تفاجئ الجميع بقوة المقاومة الفلسطينية وتطورها، رغم الحصار المطبق على القطاع من قبل إسرائيل ومصر. ولكن في غزة سقط عدد كبير من الضحايا بسبب إغلاق الحدود من قبل مصر أمام الفلسطنيين أثناء الحرب ونظرآ للكثافة السكانية الهائلة في قطاع غزة.
ولمن ذاكراتهم ضعيفة أذكرهم، بإن عدد الشهداء الكرد الذين سقطوا على يد الشرطة التركية وجيشها منذ بدء الهجوم على كوباني من قبل داعش، أثناء التظاهرات التي قام بها شعبنا الكردي في شمال كردستان دعمآ لإخوانهم في كوباني، فاق عدد الشهداء
الكرد الذين سقطوا في أرض المعركة داخل كوباني وضواحيها في مواجهة داعش !!
ومن هنا يتضح مدى إرتباط داعش بأردوغان وحكومته الإجرامية والقاتل بشار الأسد.
وأقول لإولئك الذين يتهمون (ب ي د) بالتعامل مع النظام السوري، لو كان كلامهم صحيحآ، لقدم النظام دعمآ جويآ لقوات الحماية الشعبية بدلآ من أن نلجأ للأمريكان، أو على الأقل دعمهم بالسلاح والذخيرة وبالمعلومات الإستخباراتية. أتمنى على هؤلاء أن يكفوا عن هذا العهر السياسي ويبحثوا عن عمل أخر للإسترزاق منه، لقد ولى زمن تلك الدكاكين السياسية ولم يعد لها مكان ولا مستقبل.
وفي الختام كل الإحترام والتقدير لأفراد قوات الحماية الشعبية الباسلة، والمجد والخلود
لشهداء شعبنا العظام، والشكر الجزيل لجماهير شعبنا الكردي التي هبت لدعم كوباني والمقاومين فيها، ولكن عليهم أن يدركوا بأن معركتنا مع هؤلاء الأشرار طويلة وكوباني ليست المحطة النهائية، ولهذا يجب أن يكون نفسنا طويل وإيماننا بالنصر كبير.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر